منتديات بحر الحزن
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حليم دموس

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

حليم دموس Empty حليم دموس

مُساهمة من طرف gogo الخميس فبراير 22, 2007 2:35 pm

حليم دموس


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أنبياء الله أجمعين،وعلى من تبع هديهم كما أمر الله تعالى إلى يوم الدين.
أيها الأخوة والأخوات:
الأديان السماوية أديان السلام، وما أروع أن يلقى المرء أخوته فيخاطبهم بقوله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مجيئي إلى هذا الدير ذي التاريخ العريق والحاضر المتألق بهمة راعيه الكريم أخي الأب بولص، يذكرني بأبي يزيد البسطامي حين سمع هاتفاً يقول:
يا أبا يزيد اذهب إلى دير سمعان، فإن لنا هنالك شاناً.
ويبدو أن الشؤون الكبيرة في هذه الدنيا ستبقى محطة اهتمام بيوت الله، التي أذن أن ترفع ويذكر فيها اسمه.
أما بعد، فقد أطربني أحد المنشدين في مجمع الشيخ أحمد كفتارو، وهو يردد بصوته الشجي ولحنه البهي قول الشاعر المسيحي حليم دموس:
تغني عروس الشعر باسم محمد وهزي بني الدنيا بسيرة أحمد
لعمرك ما الأديان إلا نوافذ ترى الله منها مقلة المتعبد
فألمح في القرآن عيسى بن مريم وأشهد في الإنجيل روح محمد
ومع ضرورة أخذ ملاحظات رجال العقيدة والدين على هذا الكلام بعين الاعتبار، لكني أستطيع أن أفهم منه خلاصةً بسيطة، مؤداها أن هذا الشاعر يريد أن يعيش بسلام مع أخيه الإنسان ... كائناً من كان.
هذان شاعران أسعداني,لكن شاعراً ثالثاً ساءني وهزني هزاً منكراً عندما قال:
هبوني ديناً يجعل العُربَ وحدةً وسيروا بجثماني على دين بَرْهَمِ
سلامٌ على كفرٍ يوحّد بيننا وأهلاً وسهلاً بعده بجهنمِ !!
ما هذا الكلام ؟
ولماذا هذا الكلام؟
نحن أبناء الأديان السماوية، تجمعنا خيمةٌ كبيرة أظلنا الله تعالى بها، وأنعم علينا بدوحتها، وأتاح لنا أن نكون وحدةً واحدةً مرتبطة بلحمتها وسداها، فما معنى قول الشاعر: سلام على كفر يوحد بيننا؟!
إن لم يوحد بيننا الإيمان فلا شيء سيوحد بيننا أبداً.
أين من هذا الكلام قول الشاعر الحكيم:
الدينُ ثم الدينُ ثم الدينُ والدينُ ثم الدينُ ثم الدينُ
لولاه شابهت الخلائق بعضها لولاه أبناء جلدتنا ثعابينُ.
فإذن، وطالما قال المسيح عليه الصلاة والسلام لأتباعه: أحبوا أعداءكم... باركوا لاعنيكم..، وقال: طوبى لصانعي السلام لأنهم أحباء الله يدعون.
وطالما قال نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام لأتباعه: الخلق كلهم عيال الله... وأحب الخلق إلى الله أنفعهم لعياله..
وطالما أننا ننوي أن نعيش في هذه القرية التي تحول العالم إليها عيش السعداء,
وننوي أن نكون على مستوى الحضارة والمدنية والتقدم، بما يتناسب مع مستوى عصرنا الحضاري الرفيع، وطالما أيقن العالم كله اليوم، أن منطق الاعتراف بالآخر منطق يفرض نفسه ولو بالقوة على الجميع، ومنطق الاعتراف بالآخر يعني الاعتراف به، وبوجوده، وبحقه في هذا الوجود، وبحقه في التعبير عن نفسه، وبحقه في ممارسة شعائره، وبحقه في التمتع باحترام الآخرين، هذا إذا لم نقل: وبمحبتهم أيضاً.


أقول: يجدر بنا والحالة كما أسلفنا أن نسأل سؤالاً بسيطاً ومباشراً:

هل هناك قواعد تحكم منطق الاعتراف بالآخر، أم أن المسألة فيها مكيالان، شأنها في ذلك شأن كثير من أمور حياتنا اليوم؟!
وجواب هذا السؤال في رأيي: أجل، هناك قواعد واضحة تحكم هذه العلاقة، ويمكن أن تتجلى هذه القواعد من خلال محاور ثلاثة:
المحور الأول: محور عاطفي، يدور حول الحب، وما أجمل الحب من علاقة.
المحور الثاني: محور يبحث في الرياضيات، وما أعدل الرياضيات.
المحور الثالث: محور هندسي، وسأضرب بالجسور مثالاً توضيحياً.
وهذه المحاور والأمثلة، رغم بداهتها ووضوحها، تبرهن أن إنجاز أي عمل في الدنيا يتطلب أن تقوم كل الأطراف المعنية به بواجباتها، وعلى أتم وجه وأوضح حال، وإلا فإن الخلل سيتضح، والحلقة ستنفتح، وستنقطع الدارة، وسيفقد الاتصال طريقه الموصل إلى التمام.
وواضح أنني أعني بأمثلتي العلاقة بين المسلمين والمسيحيين على وجه التحديد، فالمسلمون هم أحد طرفي هذه العلاقة، والمسيحيون هم الطرف الآخر لها، رغم أن كلامي هذا ينطبق على(الآخر) بشكل عام، على اختلاف وتنوع ما يمكن أن تحمله كلمة(الآخر) من أطراف واتجاهات.
نعود إلى محاورنا الثلاثة، ونبدأ بأولها، ونتحدث عن الحب.
الحب الحقيقي المثمر، هو الحب المتكون بين اثنين يتبادلان المشاعر والأحاسيس والعواطف ويقتسمان الاختلاجات والأشواق والزفرات.
هذه هي الحالة الطبيعية للعلاقة بين المحب والمحبوب.
لكن أصعب حالة يعيشها المرء في حياته العاطفية هي أن يعيش حالة حب من طرف واحد.
هذه علاقة تجعله يشعر بعدم الإنصاف، وعدم التكافؤ، وعدم التقدير لما يحمل من عواطف، وما يبذل من جهود في سبيل الاقتراب من المحبوب.
المحور الثاني محور رياضي.
في الرياضيات، يجب أن يتحقق التوازن الكامل على طرفي إشارة المساواة، ولا يمكن أن تتحقق هذه المساواة إذا كان أحد طرفيها يعتبر الطرف الآخر أصغر منه أو حتى أكبر منه، فما بالكم إذا كان يعتبره مساوياً للصفر، ويعتبر وجوده من أساسه وجوداً غير شرعي، وغير مثبت، وغير ممهور بخاتم رسمي معتمد من مرجعية كبرى مسموعة الكلمة؟!.
المحور الثالث كما قلت هو محور هندسي يتعلق ببناء جسر تعهد طرفان بإنشائه، فقام أحدهما ببناء النصف الذي يخصه، ولم يقم الآخر ببناء نصيبه من هذا الجسر, كيف يمكن أن يلتقي هذان الطرفان؟ كيف يمكن أن يكتمل المشوار بينهما؟هل يمكن أن يحصل التلاحم والتواصل بين هذين الطرفين؟!!.
ولقائل أن يقول:
ما فائدة الكلام في هذه المحاور الثلاثة؟ما علاقتها بموضوع هذه الندوة؟
إلى أين أريد أن أصل بهذه الأمثلة؟
الواقع أني أريد أن أقول:
لقد قام المسلمون بما عليهم في إطار المحاور الثلاثة السابقة: العاطفية والرياضية والهندسية.
فلقد أحب المسلمون المسيحيين، واعترفوا بهم كأبناء ديانة سماوية، وصلوا على نبيهم، وأعلوا مكانته في قلوب أتباعهم، وأكدوا على طهارة أمه البتول،وعلى ولادتها المعجزة من غير زوج أو زواج، والقرآن الكريم فيه آيات تتلى بهذا المعنى آناء الليل وأطراف النهار، ولقد عاش المسلمون والمسيحيون أيامهم العظيمة جنباً إلى جنبٍ على أرض الواقع، ولم تبق الدعوة إلى التواصل بينهما رهينة نصوص نظرية لا مجال لتطبيقها، بل تحولت النصوص المقدسة التي أتى بها القرآن الكريم إلى حقيقة واقعة ملموسة سجلها التاريخ بالنور والثلج، وأضاء بها وجه الدنيا كلها.
وسأترك المجال للدكتورة لينا الحمصي لتتحدث عن الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة والوقائع الثابتة التي حفظها لنا التاريخ القديم والحديث، ليس فقط في مجال اعترافنا كمسلمين بالآخر، بل وأيضاً في مجال حفظه وتكريمه والإحسان إليه.
* * * *
إن المنطلقات النظرية في الإسلام، والمنجزات العملية فيه، والتي حولت تلك المنطلقات النظرية إلى محسوسات وملموسات، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الإسلام بنى النصف الذي يخصه من جسر


المحبة والإخاء والتواصل.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه:
هل أكمل المسيحيون بناء النصف الذي يخصهم من هذا الجسر؟.
تساؤلات أخرى يطرحها الواقع:

بغض النظر عن تفصيلات الاختلافات العقائدية بين المسلمين والمسيحيين في بعض القضايا والمفاهيم الجوهرية، أريد أن أسأل:
ما هي حقيقة نظرة المسيحيين إلى المسلمين؟ ماذا يعتبرونهم؟.
ماذا يعتبرون محمداً صلى الله عليه وسلم؟.
هل يعتبرون التواصل مع المسلمين فريضة دينية، أم إستراتيجية بروتوكولية تهدف إلى المجاملة والمسايسة وتقف عند ذلك ولا تتعداه؟!.
أسئلة قليلة وبسيطة، لكنها هامة ومبدئية، ونتمنى أن نسمع الإجابة عنها من مصدر ديني مسيحي مسؤول، فإن لهذه الإجابات ما بعدها.
ما الهدف من طرح هذه الأسئلة؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟
سؤال منطقي ومشروع.
وجوابه: إن العالم اليوم يواجه أخطر لحظات حياته، وأعتى أساطين جبروته, وتتحالف فيه قوى مختلفة ضد قوى مختلفة.
مشكلة القوى العاتية أن منها ما يلبس ثوب الإسلام ويتحرك باسم التطرف، ومنها ما يلبس ثوب المسيحية ويتحرك باسم الصليبية، ويخلط كل من هؤلاء وأولئك الأوراق ببعضها خلطاً خبيثاً، فيقتلون باسم الإسلام، ويشنون الحرب باسم الصليب، ويعتدون على الحريات فداء للِّحى والأثواب السوداء وما ذلك من الدين في شيء، لا عند المسلمين ولا عند المسيحيين ولا عند من كان على خلق عظيم.
هذا الواقع المر، يفرض علينا وعليكم أن نتوحد ضد التحديات الغاشمة، وأن نتدرع بالإيمان والوعي ضد ما نتعرض له من غزو ثقافي وسياسي وتاريخي وجغرافي، ناهيك عن الغزو العسكري الذي ما فتئ المعتدون يلوحون بعصاه الغليظة في وجوهنا.
ونحن نعول على وضوح الموقف المسيحي في المحافل الدولية لنصرة قضايانا، ليس فقط الوطنية والقومية, ولكن حتى الدينية أيضاً، نعول على مناصرتنا في اتهام الغرب لنا بالإرهاب والتطرف، ونعول على مناصرة أهلنا في العراق وفي فلسطين وفي كل مكان يتعرض فيه أصحاب القضايا العادلة للتعسف الدولي الغاشم.
ولا نفترض أن مناصرة المسيحيين لنا في المحافل الدولية وعبر القنوات النافذة تتحرك فقط من منطلقات وطنية وقومية، وليس فقط من منطلقات إنسانية، ولكن أيضاً من منطلقات دينية منصفة عادلة عاقلة.
لقد وضعنا أعداء أمتنا في سلة واحدة، ولم تفرق صواريخهم العمياء في فلسطين والعراق بين المسلم والمسيحي، ولا بين الصليب والهلال، ولا بين الكاهن والإمام، بل سوَّى الأعداء بين كل أولئك، فهلا سوينا صفوفنا،ووحدنا أيدينا، وجمعنا أصواتنا لنقول كلمتنا، كلمة السواء التي يعلوها الحق الذي لا يُعلى عليه؟.
نحن كمسلمين فعلنا ما علينا، فهل من مزيد؟
إن كان ثمة مزيد علينا أن نفعله، فنحن نحب أن نسمع مطالب محددة .
نحن كمسلمين أعلناها ونعلنها مجدداً: المسيحي ابن ديانة سماوية, محفوظ في ديننا بعهد الله ورعاية رسوله الذي أنذر من يؤذيه بأنه خصمه، ومن كان النبي خصمه فهو الخاسر لا محالة.
لكن لنا هنا ملاحظات جوهرية: نحن نتحدث عن مسيرة النور بين المسيحيين والمسلمين على مر العصور، لكن بعض كبار المسؤولين السياسيين المسيحيين في العالم، كالأمريكان والطليان، ومع الأسف الشديد، ومن خلف ستارة دينية مزيفة، يتحدثون عن حلقة جديدة من حلقات الحروب الصليبية على بلاد المسلمين... ولا قيمة للاعتذار بعد الإقرار، فهذا اعتذار تكتيكي تفرضه أدبيات السياسة وضغوط وسائل الإعلام، لكن فلتات اللسان تفضح ما في الجنان، بجلاء وبيان.
نحن نتحدث عن حوار الحضارات ... وهنتغتون يتحدث عن صدام الحضارات أو صراع الحضارات.
توجه فخامة البابا إلى اليهود معتذراً لهم عن اتهامهم بدم السيد المسيح، وبرَّأَهُم من هذا الدنس التاريخي الدامغ، واعتذر في أثينا للأرثوذكس عن الدماء التي سفكت، ومسح بيده جراح الكثيرين،

ومع ذلك لم يخط عشرين خطوة من الجامع الأموي إلى قبر صلاح الدين الأيوبي ليمسح آثار ركلة الجنرال غورو الذي ضرب القبر بقدمه وقال: هاقد عدنا يا صلاح الدين.
إن الإجابة على الأسئلة المطروحة في هذه الأوراق، والتي يمكن أن تصدر من جهة رسمية ومسؤولة وذات صفة مسيحية معتبرة، يمكن أن تضع النقاط على الحروف بشكل دقيق وسليم وأمين، وهذه النقاط تساعد على تمتين الروابط والتأكيد على وحدة المسار في ظل شرع الله وخدمة عباده، وتوضح للعامة والخاصة أننا لا نسير في اتجاه ويسير المسيحيون في الاتجاه المعاكس.
لا نريد أن نكون كالخطين المتوازيين اللذين لا يلتقيان إلا في اللانهاية.
إن إعلان المؤسسة المسيحية اعترافها بالإسلام والمسلمين لا يلزمها بترك مسيحيتها وإتباع الإسلام، فالله تعالى ، فمن حكمته في خلقه أنولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدةأنهى هذا الإشكال بقوله يعدد الأديان التي اختلفت في شرائعها وتوحدت في قواعدها وجوهرها مصداقاً لقول نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم نحن معاشر الأنبياء أخوة ديننا واحد وشرائعنا شتى).
لكن الإنصاف والتكافؤ والميزان العادل في الحياة يؤكد ويقضي بإعلان الاعتراف بالآخر، وبتوفير الفرصة له لطرح ما عنده من حقائق يؤمن بها، دون أن يعني هذا بالضرورة السعي في اتجاه الذوبان في الآخر أو تذويبه.
نريد أن نلتقي على مبادئ صريحة وواضحة.
المواقف الرجولية مواقف جريئة وثورية وبطولية، ولا تأتي الأيام الحبلى إلا بثمرات الخير من هذه المواقف.
نحن نطلب ونطالب، ونأمل وننتظر، والكرة عندكم أيها الأخوة المسيحيون، وحارس المرمى بالانتظار.
تعالوا إلى كلمة سواء. هذا ما قاله الله تعالى...... ونحن كمسلمين ليس لنا إلا أن نقول: سمعنا وأطعنا ... غفرانك ربنا وإليك المصير، فماذا أنتم قائلون؟
ستبقى كل الأسئلة مفتوحة بانتظار الجواب، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الشيخ صلاح الدين كفتارو
المدير العام لمجمع الشيخ أحمد كفتارو
gogo
gogo

عدد الرسائل : 183
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 15/01/2007

http://aseel.lifeme.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حليم دموس Empty رد: حليم دموس

مُساهمة من طرف ahmed الخميس فبراير 22, 2007 9:35 pm

مشكور شريف
ahmed
ahmed
Admin
Admin

عدد الرسائل : 195
تاريخ التسجيل : 08/01/2007

http://aseel.lifeme.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حليم دموس Empty رد: حليم دموس

مُساهمة من طرف sweet girl الإثنين فبراير 26, 2007 9:35 am

مشكور شريف
sweet girl
sweet girl

عدد الرسائل : 203
العمر : 28
تاريخ التسجيل : 11/01/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى